إن الحوثيين لا علاقة لهم بثورة الشباب لا من قريب ولا من بعيد، كان البعض
يستهجن كلامنا إلى أن جاءت أحداث الجوف وحجة ودماج لتثبت أن الثورة الوحيدة
التي يواليها الحوثيون هي ثورة خميني إيران لا غير، لأن أجدادهم لم يؤمنوا
أصلاً بماديء ثورة سبتمبر، وحاربوها، وعندما انتصرت لم يستسيغوا المقام في
البلاد، وتركوا اليمن، ولم يعودو...ا
إليها إلا لتأسيس ما عرف باسم "تنظيم الشباب" الذي أسس لغرض إعادة فكرة
"الإمامة" المقبورة، والذي أسسه العلامة أحمد فليته، ويعد النسخة الأصلية
لتنظيم "الشباب المؤمن" الذي سرقه حسين الحوثي من مؤسسه الحقيقي محمد يحيى
عزان، لأن عزان لا يؤهله نسبه -حسب هؤلاء العنصريين-لأن يكون رائد هذا
التنظيم على الرغم من إيمانه بمبادئه. هذه قصة معروفة في التاريخ القريب
جداً، ولا داعي لتكرارها. بالطبع سيقول الكتاب الذين يدعون الليبرالية في
الظاهر ويبطنون الحوثية (على شاكلة بعض الذين صاغوا تقرير لجنة تقصي
الحقائق في دماج الذين لم يكونوا على قدر عال من الذكاء لإخفاء حوثيتهم
المبطنة تحت بدلاتهم الأنيقة) إن هذا تجنٍ على الحوثيين، وينقض كلامهم
حقيقة واحدة هي "أنه يصدرعنهم"، وقد كشفت دماج حقيقة ولائهم الحوثي.
الحوثيون-إذن-يرون اليمنيين يتجهون إلى التوافق والاقتراب من تحقيق حلمهم
في انتقال السلطة بأقل كلفة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، التي أشار
الأب الروحي لهم بدر الدين الحوثي إلى أنه لا يؤمن بها ولا يدري ما هي.
الحوثيون اليوم يشعرون بالغبن لأن الاتفاق لا يشملهم، وهم الذين أقصوا
أنفسهم منه. هذا الكلام ليس مجرد تحليل ، ولا هو رأي، بل هو قائم على
معلومات مستقاة من منظمي المسيرة أنفسهم الذين أكدوا اندساس العناصر
الحوثية بين المتظاهرين لتفجير الموقف وخلط الأوراق.[