للصداقة معنى خاص ولذة ومذاق فريد من نوعه ، وما أكثر الأصدقاء في زمننا هذا ولكن ...
ولكن غالبية الناس لا يجتمعون إلا من أجل مصالح دنيوية فانية زائلة ...
ولا تجد لصداقتهم معنى ولا لذة ولا مذاق ...
" ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل "...
وقد أثارتني قصة قرأتها يوما من أيام الله وأعجبتني وأحببت معانيها الرقيقة العذبة ...
أصيب فتى بمرض السرطان والعياذ بالله ،وأدخل المستشفى لعدة أسابيع...
وقد كان يتلقى علاجا كيميائيا وإشعاعيا ....
وأثناء العلاج فقد جميع شعره ....
وفي طريق عودته من المستشفى إلى البيت شعر بالقلق والضيق والحرج ...
وقد كان السبب عجيب وعجيب جدا ...
لم يتحرج من المرض الذي ابتُلي به ولم يكن سبب ضيقه وقلقه الخطر المُحدق به ...
وإنما السبب هو الإحراج الذي سيشعر به عندما يذهب إلى المدرسة برأس أصلع....
وقرّر الفتى أن يرتدي قبعة أثناء ذهابه إلى المدرسة ...
وعندما وصل إلى البيت وجد مفاجئة لم يكن يتوقعها أبدا ...
مفاجئة لم تخطر له على البال بتاتا ...
عندما دخل الى البيت مشى أمام الباب وأضاء الأنوار....
وكانت المفاجئة السارة ...
إنها مفاجئة حقا .. .
كان هناك حوالي خمسين من أصدقائه يقفزون ويمرحون مردّدين بصوت واحد
" مرحبا بعودتك إلى البيت "
نظر الصبي حول الغرفة ولم يصدّق عينيه...
كان كل أصدقائه الخمسين حليقي الرؤوس...
فما أجمل الأصدقاء وما أعظم الصداقة ....
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ........ ولكنهم في النائبات قليل
وما أجمل أن يجد المرء في وقت الشدة بجانبه حبيب يُؤنس وحشته ويُسليه
ويخفف عنه ألمه ويتعاطف معه ، بل ويُضحي من أجله ويُذكره بفضل الله إذا نسي وووو....
وصل اللهم وسلم على الحبيب والحمد لله رب العالمين